تحديات الديمقراطية في عراق ما بعد الإرهاب و الإنقسام -قراءة إستشرافية أمنية-
الكلمات المفتاحية:
تحديات،، الديمقراطية،، العراق،، الإرهاب،، الإنقسام.الملخص
على الرغم من الإنقسامات الداخلية العميقة والتهديد الأمني الخطير الذي مثله تنظيم
"داعش"، والإنهيار المالي بسبب انخفاض أسعار النفط، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية في
المسار العراقي تستحق التعاون والدعم من القوى الإقليمية والدولية. ولعل الإنتصارات التي
حصدتها تكاتف الجهود العراقية السنية والشيعية لتحرير الجغرافيات المحلية السيادية العراقية
من بذور الرعب التي زرعتها تنظيمات إرهابية يمكن أن تكون مدخل هام اً ومقاربة وطنية هامة
ستلعب دور اً كبير اً في وضع أسس إعادة الثقة بين المكونين، بالتالي ما ينعكس على بناءات
العملية الديمقراطية للمجتمع العراقي. فعلى الرغم من التوترات والصراعات العديدة التي
أصابت العلاقات السنية - الشيعية في السنوات الأخيرة. فإنه لا بديل ولا أمل إلا بالتعايش -
في ظل دولة موحدة لامركزية مع مشاركة عادلة في السلطة.
هذا في إطار تراجع القوى الإقليمية عن منطق الحرب الإقليمية المدمرة واستخدام
نفوذىا للتأثير على القيادات السنية والشيعية في العراق للقبول بالتعايش والتوافق حول صيغة
سياسية أمنية مشتركة. كما يمكن للقوى الدولية وبالتنسيق مع القوى الإقليمية، التعاون
والسعي في هذا الإتجاه، ما يمكن أن يساعد القادة في بغداد وفي الجغرافيات الطرفية
المحيطة بالعاصمة، من سائر الإتجاهات، في بناء الأرضية المطلوبة.
لقد واجه العراقيون صمود اً منقطع النظير في وجو التحديات الضخمة التي واجهتهم
في السنوات والعقود الماضية وقد أحرزوا اليوم تقدم اً ملحوظ اً في الحرب ضد "داعش"، لكن
العراق ما زال بحاجة إلى مساعدة عاجلة واستشراف أمني لتفادي الإنهيار والوصول إلى بر
الأمان.