المتغيرات الدولية وانعكاسها على تطور مفهوم الإرهاب

الملخص

المقدمـــــة أدى اختلاف الدول في نظرتها إلى الإرهاب من حيث مفهومه ومعناه ، إلى صعوبة اتفاقها على المستوى الدولي بشأن التعاون لمكافحة هذه الظاهرة ، وأدى ذلك إلى فشل أغلب الجهود الدولية في الوصول إلى تحديد دقيق لحقيقة الإرهاب ، مما حال دون الاتفاق على درجة من التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب ، لدرجة أن المؤتمر الدولي الذي عقد في عام 1973 لبحث الإرهاب والجريمة السياسية قد انتهى إلى أن عدم وجود مفهوم واضح للأسباب التي تؤدي إلى ممارسة النشاطات التي تنشئ حالة الإرهاب وهو العقبة التي تحول دون اقتلاع الإرهاب واجتثاث جذوره . ومما زاد الأمر تعقيدا تسارع الأحداث الدولية وإنتاج تغيرات طالت البيئة الدولية ، فتشتت الجهود بين محاربة الإرهاب وتناميه إلى الحد الذي أصبح معه ظاهرة دولية . أهمية البحث : في سياق البحث التاريخي وتحليل الأحداث الدولية وعلاقتها في تطور مفهوم الإرهاب ، يتضح إن هذه الظاهرة أخذت أشكالا ومرت بانتقالات انسجمت أو فاقت تلك التحولات ، من هنا تتأتى أهمية البحث في المتغيرات الدولية وعلاقتها بالإرهاب ، فكل ظاهرة هي نبت للبيئة فأما أن تكون هذه البيئة صالحة وتوفر الأرض الخصبة لتوليد أشكال جديدة ، أو تتصف بعدم صلاحها ، والملاحظ على ظاهرة الإرهاب بأنها مرت بأطوار عديدة من الإرهاب الفردي السياسي إلى الإرهاب المحلي وصولا للإرهاب الدولي، فضلا عن المسميات الجديدة كالإرهاب البيئي وغيرها .  فرضية البحث : يبني البحث محاوره الرئيسة من فرضية مفادها ، إن المتغيرات الدولية التي طالت النظام السياسي الدولي وما عرف بالقطبية الأحادية أسهمت في تنامي ظاهرة الإرهاب وتطورها كما وكيفا ، ومن هذه الفرضية يحاول البحث الإجابة على الأسئلة التالية : ما هي جذور الإرهاب ؟ وما هو التفسير السوسيولوجي له ؟ وما هي المتغيرات الدولية على الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أثرت في تنامي الإرهاب ؟ وما هو التوصيف العام للظاهرة وكيف يمكن معالجتها ؟ منهجية البحث: تم استخدام عدة مناهج للإحاطة بمحاور البحث ، كان أهمها المنهج التاريخي والمنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن . هيكلية البحث : قسم البحث إلى مبحثين وخاتمة ، في المبحث الأول ومن خلال مطلبين تم تأصيل مفهوم الإرهاب والتفسير الاجتماعي للظاهرة ، وفي المبحث الثاني وفي مبحثين أيضا تشخيص أهم المتغيرات الدولية  فضلا عن بيان آثار الإرهاب على المجتمع الدولي ، وفي خاتمة البحث عرضنا ما توصل البحث إليه من نتائج .